17 - 07 - 2024

عجايب غراب أبيض | اقتراح لطبيب جاء بيروت من جحيم غزة

عجايب غراب أبيض | اقتراح لطبيب جاء بيروت من جحيم غزة

في واحدة من أمسيات بيروت الشتائية بمسرح "المدينة"، استمعت بكل الحواس لمحاضرة الطبيب الجراح الفلسطيني "غسان بوستة" القادم من حرب الإبادة بغزة، وبعد تنقل لعلاج المصابين وترميم عظام وآثار جراحهم بين العديد من المستشفيات، مثل "الشفاء" و"المعمداني" و"ناصر". ولعلها هي وغيرها أصبحت تفوق في شهرتها إعلاميا وفي تاريخ الإنسانية المعذبة مدنا عاش وتعلم بها كـ "جلاسكو" الإسكتلندية، مع أهمية جامعاتها.

مما قاله هذا الطبيب المثقف صاحب الإسهامات بالرأي في صحف عالمية بالإنجليزية والفرنسية، والذي لاحظت مدى ما يتمتع به من قبول وشعبية بين الشباب اللبناني والفلسطيني الحضور، أن المنظمات الدولية المعنية بالصحة سارعت بالانسحاب من القطاع في غضون يومين فقط بعد بدء الحرب حاملة معداتها وسياراتها وأطقمها. 

 ويبدو أنه لم يتبق إلا أولئك الأطباء الأجانب بدافع الضمير الشخصي والمهني و الإنساني. ولذا فإن ما دعا إليه الدكتور "غسان" بأننا في مسيس الحاجة إلى "صليب أو هلال أحمر عربي" و"منظمة أطباء بلاحدود عربية" يستحق الاهتمام، وبذل الجهد من الأطباء ونقاباتهم ومختلف تجمعاتهم، ومن يملك التبرع بسخاء. وأضيف من جانبي أهمية أن تعمل هذه الهيئات الأهلية المدنية العربية الجامعة وفق غايات ومعايير إنسانية كونية، وبأساليب احترافية متقدمة، ومعززة بالقيم الإيجابية لحضارتنا وبتراث علمائها في الطب. وألا تخضع لأي ارتباطات وحسابات سياسية حكومية وسلطوية قطرية، أو لمنظمات إقليمية رسمية تحمل عناوين العروبة والإسلام بدون مضمون .

الكثير مما قال الطبيب الفلسطيني شاهدا على معايشته لكيف يحاول المجرمون الصهاينة جعل الحياة غير ممكنة في غزة من أجل تهجير قسري جديد واستمرارا لسياسة التطهير العرقي يستحق أن يعلمه المصريون؟. ومن بينها استهداف الجرحى قاصدي المستشفيات المحاصرة والمضروبة بأحدث الصواريخ الأمريكية بالقصف جوا من مسيرات "درون" مزودة ببنادق قنص للأفراد. 

لكنني في هذه المساحة، أكتفى بأن أطرح معه السؤال: لماذا لم يستكمل اتحاد الأطباء العرب، ومقره بالقاهرة، مبادرته في عام 2009 من أجل إنشاء "هلال أحمر عربي"؟. وربما كانت الإجابة عند الأمين العام للاتحاد حينها الدكتور "عبدالمنعم أبو الفتوح"،  ولما كان له والاتحاد حينها من دور إغاثي مقدر في غزة وغيرها. ولعلها مناسبة لأن نجدد الدعوة لإطلاق سراحه، وكل معتقلي وسجناء الرأي. ولأن هذا حقهم وحق الوطن وكل من يحتاج عطاءهم. 

وعجايب!
----------------------
بقلم: كارم يحيى

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | كوباية شاي وشقة طعمية